لن يمرّ آب من دون أن نرى مشاكل عربية في كرة القدم، ورغم تدهور الوضع الكروي اللّبناني علما أن المدرب الألماني ثيو بوكير يقوم بالمستحيل لرفع جهوزية منتخب لبنان قبل الدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2014، يبقى منتخب الارز بعيدا عن المشاكل مع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
فبعد أن كشف موقعنا مسبقا عن امكان اقصاء الكويت من لائحة الـ"فيفا" ومنعها من المشاركة نهائيا في أي بطولة رسمية، أتى دور سوريا لتقصى من تصفيات كأس العالم، اذ أعلن الـ"فيفا" أن طاجكستان تأهلت للدور الثالث على حساب سوريا، معللين سبب الاقصاء الرئيس باشراك اللاعب جورج مراد ضمن صفوف المنتخب.
وللاستفاضة، فان مراد لاعب سوري متحدر من اصول تركية – عراقية، ولد في بيروت في 18 أيلول 1982. سافر الى السويد عن عمر صغير حيث حصل على الجنسية السويدية. استطاع أن ينضم لفرق متعدّدة كـ"غوتيبرغ"، "بريشيا"، "ترومسو" وأخيرا وقّع لـ"ماس كارمان". عام 2003 لعب لمنتخب السويدي للشباب وعام 2005 شارك مع المنتخب السويدي الأول بعد موسم رائع قدّمه، سجّل فيه 7 أهداف في 21 مباراة. وكانت مجموعة "مساعدو كرة القدم اللبنانية" أعلنت سابقا عن لبنانيته لكنها أنذرت عن أنّه سبق ولعب للمنتخب السويدي.
ومع بدء التصفيات رأينا منتديات عراقية كثيرة تطالب باشراكه مع المنتخب، وفي الدور الثاني من التصفيات، لعب جورج مع المنتخب السوري وسجل هدفا أمام طاجكستان.
وفي أوائل شهر أب، قدم الفريق الخاسر اعتراضا عند الـ"فيفا" تمّ قبوله وبنتيجته تم اقصاء المنتخب السوري من التصفيات واعلان طاجكستان الفريق المتأهل للمشاركة في مجموعة اليابان، كوريا الشمالية وأوزباكستان.
وقد أبدى الاتحاد البحريني تخوّفه من هذا الأمر، مشيرا الى انه أنّ في حال اقصاء سوريا وتأزم الوضع قد تلغى المباراة الودية بين المنتخب البحريني والمنتخب السوري التي كانت مقرّرة في 26 من الشهر الحالي، ما يسبب المشاكل للفريق الأحمر كون هذه المباراة ستكون الأخيرة ضمن التحضيرات التي كان البحرينيون يقومون بها منذ شهر.
أمّا بالنسبة للاتحاد السوري، فقد أدلى ببيان اعتبر فيه أنّ:
- جورج مراد، لاعب من أصول سورية وليس سويدية ويحقّ له اللعب للمنتخب السوري.
- جورج لم يسبق له أن لعب للمنتخب السويدي للرجال سواء في مباراة ودية أو رسمية.
- الاتحاد السويدي لم يقدّم أيّ شكوى أو خطاب يطالب المنتخب السوري عدم اشراك اللاعب.
- طاجكستان لم تعترض بشكل كامل على اللاعب ما يبيّن مصداقية المنتخب السوري في اشراك مراد.
أما الأسئلة اليوم، هل ستتراجع الـ"فيفا" عن قرارها؟ وهل سيأتي قرار الفيفا ضد الكويت بعدما تم ارجاؤه؟ وهل سنرى اقصاء أخر لدولة عربية؟ ومتى ستوسّع الدول مجال البحث للتأكد من أن اللاعب لم يشارك لدولة أخرى قبل أن يتم اشراكه في مباراة دولية؟