سميرة توفيق.. صوت البادية

إعداد عبدالمحسن الشمري
كانت الكويت وما تزال الحضن الدافئ الذي يشعر فيه الفنانون العرب بالأمان، فيقدمون إبداعاتهم، ويتنافسون لتقديم الأفضل والمتميز، وخلال فترة الستينات، وهي التي يعتبرها الكثيرون الفترة الذهبية للإبداع الكويتي، وللتلاحم بين فناني الكويت وأشقائهم العرب، حيث زار الكويت عشرات الفنانين والمطربين والفرق المسرحية والفنية من مختلف أرجاء الوطن العربي الكبير، حتى انطبق شعار «الكويت بلاد العرب» قولا وفعلا.

تحظى الفنانة اللبنانية سميرة توفيق بشعبية كبيرة في الكويت ودول الخليج منذ ستينات القرن الماضي، خاصة أنها أشهر من قدم الأغنية البدوية، وأصبحت معظم أغانيها على كل لسان مثل «بالله تصبو هالقهوة وزيدوها هيل» وغيرها من أغان قربت المسافة بينها وبين الجمهور الخليجي الذي يفتخر بتراثه النابع من البداوة، كما قدمت العديد من المسلسلات البدوية التي حظيت بشهرة كبيرة في دول الخليج، إلى جانب أفلامها التي تتحدث فيها بلهجة بدوية، وزارت الفنانة سميرة توفيق الكويت مرات عديدة، لاسيما في ستينات وسبعينات القرن الماضي، وغنت أجمل أغانيها على مسرح سينما الأندلس.
تشير بعض المصادر إلى أن سميرة توفيق قدمت في عيد الكويت الوطني عام 1966 أغنية خاصة بعنوان «يا شوق»، وأحيت حفلا ساهرا على مسرح سينما الأندلس بمشاركة بعض المطربين العرب، وقدمت خلال الحفل الذي صوره تلفزيون الكويت مجموعة من أغانيها الشهيرة.
ذكريات المهتدي
الإعلامية هدى المهتدي التي عملت في تلفزيون الكويت لفترة طويلة، تحدثت عن حفل الفنانة سميرة توفيق في الكويت بمناسبة العيد الوطني، ونشرت هذه الذكريات في جريدة النهار العدد الصادر بتاريخ 5 ديسمبر عام2009، ومما جاء في الذكريات «كان برنامج الحفل مرتبا بحيث تنتهي المطربة سميرة توفيق وصلتها لتصعد المطربة صباح بعدها وتنهي الحفل».
غنت المطربة سميرة اغانيها البدوية. وأبدعت وبعد كل كوبليه يقف الجمهور مصفقا وهاتفا وطالبا منها ان تعيد ما غنت.. وبناء على الحاح الجمهور كانت المطربة سميرة تذعن لطلباته وتعيد الغناء وختمت باغنيتها المشهورة «القهوة».
وهنا علا صوت الجمهور والتصفيق الحاد باعادة هذه الاغنية ايضا مرات.. ومرات.. وهكذا كان.. وكلما همت المطربة الكبيرة بمغادرة المسرح عاد الجمهور من جديد يطالبها بتجديد وصلتها الغنائية وعدم المغادرة.
وراء الكواليس كانت الأمور «تغلي» المطربة صباح تستشيط غضبا وتصر على ترك الحفل وعدم الغناء.. بحجة ان وصلتها قد تأخرت جدا وان الجمهور سيغادر المسرح لان الوقت قد تأخر.
جلست مع المطربة صباح اهدئ من ثورتها واقنعها بان الجمهور متلهف ينتظر اطلالتها على خشبة المسرح باناقتها المعهودة وصوتها الجبلي الرنان واغانيها وانها ستفاجأ بانه سيطلب اعادة اغانيها مرات ومرات.. كما فعل مع المطربة سميرة توفيق.
طلبت لها فنجانا من القهوة لتهدئ اعصابها وكان مخرج الحفل ذكيا جدا بان امر ان يسدل ستار المسرح بسرعة مع آخر كوبليه من «يالله تصبوا هالقهوة» خوفا من ان ينفد صبر صباح «وتصب القهوة علينا.. وتذهب».
أعمال كويتية
تكررت زيارة سميرة توفيق إلى الكويت مرات عديدة، وبعد التحرير من براثن الغزو العراقي الغاشم زارت الكويت عام 1996، وقدمت للكويت أغنية خاصة من كلمات والحان جوزيف حنا يقول مقطعها الأول
صرخة أبطالك يا كويت
هزت كل المعمورة
ناداني الواجب لبيت
طول العمر منصورة
والتقت مجموعة من الفنانين واتفقت على عدد من المشاريع الفنية، من بينها عدة ألحان مع الشيخ دعيج الخليفة الصباح، كما تعاونت مع الشاعر عبدالعزيز الميلس في أغنية «أهواك» من ألحان طارق سليمان.
وكانت الفنانة سميرة توفيق قد غنت من كلمات الشاعر الراحل بدر الجاسر العياف خلال زيارتها عام 1966، ولها العديد من الأعمال الخليجية، حيث تعاونت مع عبدالرب إدريس والشاعرة ريم البوادي، كما غنت مع المطرب محمد عبده.
سيرة مختصرة
ولدت سميرة توفيق، في 25 سبتمبر 1935، واسمها الحقيقي سميرة كريمونة، في بيروت وبالتحديد في منطقة الجميزة التي كانت معروفة في الماضي بـ«الرميلة». عام 1945 بدأت سميرة، وهي الصغرى بين شقيقاتها، تظهر موهبتها الغنائية عندما كانت في السابعة، وعندما أصبحت في الثالثة عشرة اخذت تحيي الحفلات الغنائية على مسارح بيروت الخاصة بالعائلات وفي مقدمها مسرح عجرم. وبعدها تنقلت بين عدد من المناطق اللبنانية منها عالية، حيث وقفت على أحد أهم مسارحها في تلك الحقبة (مسرح طانيوس) تغني لسعاد محمد وليلى مراد.
تعاونت سميرة مع عدد من الملحنين والشعراء في لبنان والعالم العربي، وبينهم عفيف رضوان، وعبد الجليل وهبي، ومحمد محسن، ورفيق حبيقة، والياس الرحباني، وملحم بركات، وايلي شويري، ووسام الأمير، وفيلمون وهبي الذي ربطتها بعائلته صداقة متينة.
التقت سميرة كريمونة في بداياتها الملحن اللبناني توفيق البيلوني، الذي شجعها على الغناء، فاستوحت منه اسمها الفني سميرة توفيق وقالت له: «انا سميرة والتوفيق من الله».
احيت سميرة توفيق العديد من الحفلات في ارجاء العالم، فافتتحت «اوبرا هاوس» في مدينة ملبورن الأسترالية، إلى جانب وديع الصافي. وقد حضرت الحفل الذي اقيم أوائل السبعينات ملكة انكلترا اليزابيث الثانية. كما شاركت في انطلاق النادي اللبناني المكسيكي، فكانت المطربة العربية الوحيدة التي مثلت بلادها هناك بدعوة من الجالية اللبنانية فيها، وحازت المفاتيح البرونزية والذهبية لعدة بلدان بينها فنزويلا التي كرمها مجلس النواب فيها، وكانت تتمتع بقاعدة شعبية كبيرة فيها. كما أحيت حفلات في فرنسا وافريقيا ولندن، حيث تملك شقة خاصة بها.

سميرة توفيق.. صوت البادية Sameratawfiq_eqla3_z3lan75e3a

سميرة توفيق.. صوت البادية Sameratawfiq_eqla3_z3lan75e3a

</TD></TR></TABLE></TD></TR>
<TR>
<td><TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%">

<TR>
<td></TD></TR></TABLE></TD></TR>
<TR></TR></TABLE>

شكراااااا إلك Smile