غريب ما يحصل في صفوف المنتخب الوطني لكرة السلة قبل أقل من شهر ونصف الشهر من بدء نهائيات بطولة آسيا، إذ انّه وفي حين انّ المنتخبات المنافسة لنا تجول حول العالم إستعدادا للحدث القاري، يبقى المنتخب اللبناني أسير ملعب الشانفيل في ديك المحدي الذي يشهد تمارينه اليومية (بإستثناء السبت والأحد) ولا نفهم لماذا لا يتمرن المنتخب أقلّه السبت ولماذا لا يزال يتمرن مرة واحدة يوميا وليس مرتين كما هو متعارف عليه!!
غيابات بالجملة، لا مجنّس، حصة تدريبية واحدة في اليوم، لا مبالاة من إتحاد اللعبة، لا معسكرات، لا أموال إلخ إلخ، كلّها عناوين بحاجة لإجابات طويلة ومفنّدة مِن مَن هم مولجون السهر على مصير المنتخب، لكن أين هم؟ لا أحد منهم موجود في الأصل خلال التمارين، ليس من أجل الدعم المادي فقط، بل المعنوي منه بشكل خاص، علّ وعسى يشعر اللاعبون أنّهم متابعون وليسوا منسيين ومنفيين عن العالم.
قبلنا على مضض بالأعذار التي قدمت لنا حيال عدد من الغيابات البارزة، وذلك من أجل بناء منتخب مستقبلي قويّ لا يعتمد فقط على بعض الوجوه، لكن ما حصل هو تمادي غير مسبوق في مستوى اللامبالاة التي نقلها إلينا أحد الفاعلين في الوسط السلوي والقريب جدا من ملف المنتخب الوطني والتي أصبحت بالتالي تهدد سمعة لبنان في المحافل الدولية والمستوى الذي بلغناه في بداية الألفية الثالثة وحتى الآن.
من المسؤول؟ أيعقل أن تترك لعبة ناجحة مثل كرة السلة أعطت لبنان إنجازات تاريخية وغير مسبوقة في تاريخ الرياضة اللبنانية ضحية "إفلاس" إتحادي وبطء "وزاري" في تسيير المساعدة الموعودة بها؟
أيعقل ان تكون موزانة الدوري المحلي الممتاز تقارب السبعة المليون دولار أميركي مقسّمة على 9 أندية والإتحاد لا يملك 100 ألف دولار لتحضير المنتخب الأول، إضافة الى إرسال منتخب السيدات الى معسكر خارجي؟
دليل جديد وواضح لنا جميعا على مدى إتساع الهوة بين المستوى الإداري من جهة والمستوى الفني التي وصلت اليه اللعبة، ونشكر الله ليلا ونهارا أنّه منحنا أبطالا وبطلات يفعلون المعجزات رغما عن تقصير القيمين بهم لكن الى متى سيستمر ذلك؟؟؟
السبت أغسطس 06, 2011 4:09 pm
