هل يكون نجاح إليسا رهينة خلافاتها الكثيرة؟!

من الطبيعي أن ترافق الفنانة الناجحة جملة من المعلومات المغلوطة في مسيرتها الفنية التي قد تثمر خلافات مع مطربين آخرين أو مع موسيقيين أو منتجين ومخرجين؟ فضريبة النجاح هي أن تتواجه أحياناً مع فنانين آخرين أو مع من يعملون في المجال الفني بسبب تفاصيل تقنية وتصريحات في الصحافة.

إنما ما اعترض إليسا حتى اليوم في مسيرتها الفنية التي تخطت 15 سنة، يفتح المجال امام السؤال هل كانت مزاجية إليسا وطباعها تجعلها تخسر المقربين منها في كل مرحلة من حياتها؟
كلنا يذكر أولى المشكلات التي اعترضت إليسا في مسيرتها الفنية التي بدأتها في ألبوم "بدي دوب" مع المنتج جان صليبا الذي كان إلى جانبها كمنتج ومساعد في اختيار الأغاني أيضاً لألبوماتها "وآخرتا معك" و"عايشالك" الذي شهد نجاحاً كبيراً واستثنائياً. التلازم الفني بين إليسا وجان صليبا أثمر التعاونات الكبيرة التي شهدناها، وأوصلت إليسا إلى النجومية والنجاح، لكن الخلاف الذي وقع بينهما ونشرت الصحافة تفاصيله في حينه لم يترك للصلح مكاناً بين الفنانة

والمنتج، ما حال دون تعاونهما مجدداً، وما دفع في الوقت نفسه المنتج صليبا إلى البحث عن فنانة جديدة يتبناها تكون منافسة لإليسا، فوقع الاختيار على ميليسا، ومن ثم على شيراز، بحيث كان يبحث على شبه في الشكل وفي الصوت، لكنه لم يفلح في أن يضع نجمة في مصاف إليسا التي يفوق نجاحها حدود لبنان والعالم العربي.
هذا النجاح الكبير الذي حققته إليسا كان بفضل فوزها ثلاث مرات بجائزة الموسيقى العالمية لفئة المبيعات الأعلى في العالم العربي، من خلال ألبومات "أحلى دنيا" و"بستناك" و"تصدق بمين"، لكنّ هذا النجاح وإن جعلها تربح نجومية عالمية وتفوقاً بين الفنانات الأخريات في لبنان والعالم العربي، جعلها في الوقت نفسه تخسر الموزّع جان ماري رياشي، الذي أعرب عن أسفه لتجاهل إليسا شكره في الحفل العالمي الذي تسلمت فيه جائزتها، وفي المؤتمر الصحافي بعد عودتها إلى لبنان. وعزا غضبه إلى أنها شكرت كل من ساهم في نجاحها من مصفف الشعر والمعاون، وتجاهلت مَن وقف إلى جانبها وساعدها موسيقياً، وسافر خصيصاً إلى فرنسا لكي يسجل لها ألبوم "أحلى دنيا" على طريقة الـSurround التي استخدمت مرة واحدة في العالم العربي في هذا الألبوم. إليسا أرسلت إشارات إيجابية إلى جان ماري في ما بعد، في مقابلات ولقاءات صحافية، وأكدت أنها تحب عمله وتحترمه، لكنّ التعاون بينهما لم يستأنف، بسبب بقاء جان ماري على موقفه. غير أن الواقع الذي عاشته إليسا أظهر أنها بعيداً عن جان ماري (وعلى الرغم من نجاحاتهما معاً من قبل)، لم يتغير الفن الذي قدمته، واستمرت في النجاح المعتاد.
رياشي لم يكن الشخص الوحيد الذي خسرته إليسا بالتزامن مع ألبوم "أحلى دنيا"، فقد واجهت مشكلة بالنسبة إلى الفيديو كليبات التي أرادت تصويرها. الأغنية المصورة التي كان من المفترض أن تطلق الألبوم "كل يوم في عمري"، كانت من إخراج المخرج سعيد الماروق، لكنّ خلافاً وقع بين إليسا وسعيد بشأن الأغنية، وأعيد تقطيعها مرة ثانية بعدما رفضت إليسا النسخة الأولى التي خرج بها الكليب. هذا الخلاف بين سعيد وإليسا سعى بعض الناس إلى فضه بعد فترة، لعلّ التعاون بينهما يعاود، فكان الاتفاق على تصوير أغنية "كرمالك" من ألبوم "بستناك"، لكن الوقت دهمها ولم تصور الأغنية لأسباب بقيت ضبابية.
في الألبوم التالي لإليسا، "بستناك"، جملة مشكلات وقفت في وجه النجاح الذي حققته. المشكلة الأولى كانت على أغنية "كرمالك"، التي كان من المفترض أن تكون عنوان الألبوم، لكنّ التسريب الذي حصل قبل صدور الألبوم بصوت الفنانة "أميرة"، وبتوزيع جان ماري رياشي كان كوقع الصاعقة على إليسا، هي التي كانت تراهن على نجاح الأغنية بصوتها. لكنّ التسريب لم يؤثر في نجاح الأغنية، فهي حققت الانتشار المطلوب بصوت إليسا التي غنتها كما لا يمكن أحداً آخر أن يؤديها. غير أن ما حصل أوقع خلافاً مع الفنان مروان خوري، الذي كتب ولحن الأغنية وباعها للمرة الأولى للفنانة "أميرة" التي عرفت في الديو مع الشاب جيلاني "واحشني"، على أساس أنها ستقدمها في ألبومها المقبل، لكنها اعتزلت الفن وتحجبت، لكن ذلك لم يحل دون إصدار الشركة المنتجة الأغنية ربما من دون علم "أميرة"، ومروان خوري في آن معاً. الخلاف الذي وقع بين إليسا ومروان لم يستمر طويلاً، فهما تصالحا بفضل أحد مدراء شركة "روتانا"، وكان ذلك فأل خير على إليسا التي تعاونت معه في سلسلة أغانٍ ناجحة في الألبومين اللذين قدمتهما في ما بعد، فكانت أغاني "بتمون" و"أمري لربي" و"سلملي عليه".
ألبوم "بستناك" تضمن أيضا أغنية "لو تعرفوه" التي اعتزمت إليسا أن تقدمها على طريقة الفيديو كليب مع المخرج سليم الترك. النجاحات التي جمعت إليسا وسليم كانت مختلفة من أغنية "أجمل إحساس" إلى أغنية "حبك وجع"، فقرر سليم أن يقدم لإليسا أغنية مصورة بتقنيات جديدة مستخدماً كاميرا متقدمة من حيث الأسلوب، فلم تجد اليسا نفسها في هذا الإطار ورمت الكليب. بعد فترة من ذلك، شاهدت إليسا برنامج "سيرة وانفتحت" خلال مشاركة سليم الترك فيه لإخبار ما حصل مع والده الراحل الذي تعرض لأمور صعبة خلال الحرب، فحرك المشهد مشاعر إليسا التي تتأثر بسرعة للأمور الوطنية، فاتصلت وحيّت سليم وكانت شبه مصالحة لم تثمر تعاوناً بعدها.
منذ أشهر، عندما أرادت إليسا أن تصور أغنية "تصدق بمين" قررت أن تختار المخرج وليد ناصيف، الذي وصفته مراراً بأنه محترف في التعامل معها، ما جعلها ترتاح إلى جانبه، لكنّ التعاون لم يتم، واستبدلته في اللحظات الأخيرة بالمخرج إميل سليلاتي، ما طرح علامات استفهام عن العلاقة بينهما.
إليسا لم تكن موفقة كثيراً على صعيد علاقاتها بالفنانين الآخرين وخصوصا الفنانات، بعدما كانت في برنامج "العراب" وضعت بعض الفنانات في خانة اللواتي يرغبن في إلغائها بواسطة العصا السحرية، فكبر الخلاف بينها وبين نجوى كرم خصوصاً، التي انتقدتها في مقابلات متعدّدة، ووصفتها بنعصة صوص في وجهها بعدما غنّت "صرخة بطل"، واعتبرت أن لديها مشكلة مع الكاريزما مع كل النجوم.
الخلاف مع نجوى كان سبقه خلاف أكبر دوى في المجلات والصحافة فترة طويلة بينها وبين الفنانة هيفا وهبي، التي انتقدت إليسا في برنامج رمضاني مع نيشان، واعتبرت أن من المبرر أن تغار منها لأن السيارة القديمة إلى جانب السيارة الجديدة ستغار. الخلاف الذي استمر فترة طويلة اتسم بالجفاء بينهما، وانتهى في حفل الموركس دور العام الماضي عندما أخذت هيفا مبادرة الاقتراب من إليسا وإلقاء التحية عليها لتأكيد أن لا خلاف بينهما، فاجتمعتا بعدها في مناسبات مختلفة والتقطتا الصور معاً بكل انسجام.
التعاطي مع الفنانة كارول سماحة كان مختلفاً، فإليسا أعلنت مرارا أن ألبوم كارول تسمعه مرارا في سيارتها، وهو من الألبومات المفضلة لديها، لكن التصريحات سبقتها إثارة معينة في الإعلام على خلفية ما صرحت به كارول أن ألبومات إليسا تشبه قصص عبير في نهاياتها الجميلة، فساد سوء تفاهم بينهما على خلفية المقابلة، قبل أن توضح كارول رأيها أنها عنت بذلك أنّ الجو الرومنسي الجميل في أغاني إليسا يختلف عن بعض الأغاني التي تقدمها والتي يكون فيها موقف.
إنطلاقاً من هذه السلسة الطويلة من العلاقات المترنحة بين إليسا وعدد كبير ممن هم في الوسط الفني، يفاجأ المرء بالعدد الكبير من الأمور التي عانتها إليسا نتيجة سوء فهم أو تصريحات في الإعلام، ما أدّى إلى أذيتها على صعيد علاقاتها الاجتماعية مع المشاهير الآخرين، لكنه يشير أيضا إلى أنها تمكنت، وبعدما تخلى عنها كثر، أن تثبت أن نجاحها غير مرتبط بأحد، وهي ستبقى ناجحة وإن كره الكارهون.

ممكن