لست أدري من هو هذا الأحمق الذي أقنع المخرجة الممثلة نادين لبكي أنها تبدو أجمل في الصور او اللقطات التي تُظهرها متجهمة او متأثرة درامياً اكثرمن الصور واللقطات التي تبدو فيها ضاحكة مستبشرة!
ولست أدري ما اذا كانت هي ترغب في اظهار شكلها بالمظهر التراجيدي، او الانفعالي الكئيب أو الحزين، مع ان ابتسامتها تساوي مليون ابتسامة...
لا شك في ان وجه نادين لبكي معبّر جداً، والطاقة السحرية التي في عينيها تكاد تكون طاقة استثنائية، وان من ينظر اليها وهي في حالة التأمل والترقب والحذر يكتشف في وجهها مسالك ودروباً تعبيرية خلاقة... الا انه في المقابل ما أن يفتر ثغرها ولو قليلاً حتى يزول كل ذلك الهمّ والغمّ وتظهر امامك امرأة من نار وحطب وانوثة وبراءة وذكاء... كلها في وقت واحد!
لا شك في أن نادين لبكي كمخرجة تعرف ماذا يفيدها وماذا يضرها، ما يعززها وما ينتقص منها، ما يظهر جمالها وما يخفيه أو يقلل منه... الا انها لا تعرف ربما أن الآخرين، اي الجمهور، يكاد يكوّن فكرة او نظرة اقرب الى "النق"...
طبعاً "افش شي بيبسط يا خيي"... لا في الفن ولا في السينما ولا في الحياة الفنية كما ينبغي او كما يحلم اصحاب المواهب الكبيرة، لكن من الضروري أن تقتنع نادين ان لوجهها حقاً عليها هو ان تعطيه ما يستحقه من الانكشاف على حالات الفرح... أيضاً...
حتى الآن لم اتحدث عن أمور فنية... لا في اسلوب نادين لبكي الأخراجي ولا التمثيلي، ولا في افكار أفلامها الغريبة والمستفزة والجمالية معاً، ذلك أنني ارى ان افضل ما في نادين هو التفاصيل... التفاصيل في الكليبات هي الاجمل، والتفاصيل في الافلام هي الأفضل، والتفاصيل في الحوار والتصوير والتمثيل هي الأروع... والتفاصيل في وجهها ووجوه ممثليها هي الأنقى... واعتقد ان سرها الفني هو هنا... في التفاصيل، بل تحدثت عن امرٍ آخر... أمر وجه نادين المبتسم... أمر القدرة التعبيرية التي بين عينيها وفمها....
في عيني نادين لبكي وفمها يكمن حضور وجهها كله في سفر الاعمال الفنية التي أنجزتها... العينان الدافئتان المختزنتان الشحن العاطفي المتوهج، والفم الذي ينشق عن ابتسامة لا توصف...
إضحكي يا نادين...
دعي وجهك يقول ما عنده لا في "النكد" بل في "الضحك"...
واعتقد أن زوجك الموسيقي خالد مزنر يستحق منك ذلك... الا اذا كان يناله منك في حياتكما الزوجية... ويطلب ان تحرمي جمهورك منه!