عمرو دياب بعد البوم (بناديك تعالى)... هضبة تعلو أم رصيد يتآكل؟

اكثر من شهر مر على اصدار شركة "روتانا " لألبوم عمرو دياب الاخير "بناديك تعالى" وطوال هذه المدة ونحن نبحث ونفتش عمن ينادي عليه عمرو هل كان يخاطب جمهوره بهذا النداء أم النقاد أم جمهور الحفلات؟ فبرغم
مرور شهر كامل لم نجد الصدى الكبير لهذا الألبوم وهو بالشيء الغريب الذي لم نعهده عقب صدور أي من البومات عمرو الغنائية الا أن الامر يبدو مختلفًا هذه المرة، أليس بالغريب انه حتى الأن لم يصور عمرو أي كليب للألبوم وهو من كان يتوافق صدور البومه مع اذاعة كليب اغنية "الهيت" على الفضائيات المختلفة فما الذي جعل الوضع مختلفا هذه المرة؟

كما لم نشعر بأي صدى لأي من اغنيات الألبوم بين الجمهور وهذا ما دفعنا لمحاولة البحث عن السبب في اختلاف الوضع هذه المرة عن سابقه، وفي مرحلة الاعداد لهذا التحقيق فكرنا في من يكون انسب من يتحدث عن الالبوم هل يكونوا النقاد أم الجمهور؟ وعلى الرغم من سهولة التواصل مع النقاد إلا اننا اخترنا ان نبحث عن السبب عند الجمهور الذي يخيل لنا انه من كان يقصده دياب بندائه فهل احسن عمرو اختيار اسلوب النداء هذه المرة أم جانبه التوفيق؟ وتوجهنا بكل تلك الاستفسارات لشريحة من جمهور ام اختيارهم عشوائياً لمثل هذا التحقيق وكانت الاسئلة مباشرة اليهم وردوا عليها مشكورين بإجابات اكثر مباشرة وصراحة عبرت عن رؤية كل منهم ولكنهم اجمعوا ان الهدف في رأيهم هو الحفاظ على قيمة عمرو دياب عند جمهوره ومحبيه .

ففي البداية عبر احمد عبدالكريم "مخرج" عن اعجابه بأغاني الألبوم ورأى انها اغاني مسموعة جاءت تعبيرا عما يبحث عنه الشباب الا انه تحفظ على تشابه التيمات الموسيقية التي اتت غربية في اغلبها مبررا ذلك بأن عمرو كان ينظر لنغمات تناسب ظروف الحفلات المباشرة، لذا فهو يرى ان الالبوم السابق "كمل كلامك" كان طربيا اكثر كما ان عمرو لم يوفق في اختيار "بناديك تعالى" كـ هيت للألبوم انها ليست بالأغنية المنتظرة منه .

فيما رأت نورا عصام "طالبة" أن الالبوم دون المستوى وانها لم تسمع أحد يتحدث بإيجابية عنه حتى انها لم تسمع الالبوم اكثر من مرة واحده بعد أن اكتشفت أن كلمات الاغاني مكررة وكذلك الحانها لدرجة انه اعاد وضع اغنية "عارف حبيبي" رغم انها اغنية قديمة لعمرو دائما يغنيها في كل حفلاته فهل يصح له أن يفعل ذلك؟ وتساءلت هل وصل الحد بعمرو انه لا يجد كلمات جديدة لألبوم جديد؟

أما نورهان خيري "طالبة في حلوان" فأبدت عدم اعجابها بالألبوم سواء على مستوى الكلمات أو الالحان، فالكلمات اقرب للشعبي والالحان متشابهة وتمنت الا يقوم عمرو بإنتاج جزء ثان من الالبوم لأن الالبوم لا يستحق انتاج جزء ثان منه ورغم اعجابها بأغنية "الومك ليه" الا انها اعتبرتها احسن الوحشين بحسب تعبيرها.

أما يوسف تليمة "طالب في عين شمس" فقال انه برغم انه ليس من معجبي عمرو دياب الا انه اعجب بالألبوم ويرى أن به الجديد من الالحان والكلمات، وان عمرو قد تخطى مرحلة التقييم فهو يقف في منطقة بعيدة عن باقي المطربين، بل ان كل من لديه الرغبة ليكون مطربا فعليه ان يتعلم منه، وفي هذا الالبوم اراد عمرو ان يثبت للناس انه يستطيع أن يلحن ايضا مثل تامر حسني وما كان عليه ان يدخل نفسه في هذه المقارنة ولو كان يرغب في التلحين كان عليه تلحين اغنية او اثنين لا أن يقوم بتلحين اغاني الالبوم كلها اما عن اغاني الالبوم فان اغنية "الومك ليه " كانت تستحق ان تكون "هيت" الالبوم بدلا من "بناديك تعالى"، كما كان على عمرو تجنب وضع اغنية "عارف حبيبي" وهي اغنية قديمة له بالألبوم .

فيما اتفق مؤمن علاء ومحمد جمال "ثانوية عامة " على ان عمرو لم يكن موفقًا في هذا الألبوم من حيث اختيار اللحن والكلمات فالكلمات قديمة ومكررة ويرون انه لو اعتمد على شعراء من الشباب لقدموا له كلمات اقوى وافضل من تلك التي قدمت تناسب جمهوره من الشباب، كما انه كان عليه الا يعتمد على نفسه فقط في التلحين حتى تتنوع الالحان وتقدم اغاني تليق بعمرو دياب لأنه بما قام به في هذا الالبوم كان يخاطب الحفلات المباشرة لذا اختار "تيمات" تناسب تلك الحفلات اكثر من الحان تناسب جمهوره من الشباب، كما اتفقا على ان هذا الالبوم اخذ كثيرا من رصيد عمرو عند الجمهور واضاف مؤمن علاء أن مقدمة اغنيه "الومك ليه" مقتبسة بالكامل من اغنية "قالولي نسيك".

البوم "بناديك تعالى" فشل في التعبير عن عمرو دياب هكذا بادرنا محمد حسن محمد "طالب هندسة - الأزهر" بالرد واضاف ان عمرو اعتمد على اسمه فقط في هذا الالبوم وتخيل انه من الممكن ان يقوم بكل شيء الا ان محتوى الالبوم جاء غير مناسبا كلمة ولحنا وان كانت الالحان غير مناسبة اكثر ولم يوفق عمرو في اختياراته لأنه نظر لنفسه ولم ينظر لجمهوره، ونصح عمرو دياب الا يقلد أحدا وطلب منه ضرورة عمل البوم قوي في الفترة المقبلة ليكون خير تعويض لجمهوره عن هذا البوم وليسترد به سريعا بعض من رصيد فقده لدي جمهوره .

صدق حقا من قال "لا تصدق كل ما تسمع وصدق نصف ما ترى" فلو نظرنا للاحتفالات التي يقيمها عمرو دياب احتفاء واحتفالا بصدور الالبوم ونجاحه الساحق لصدقنا نصف ما نرى فلن نصدقه كله لأننا نعتمد على حواسنا في احكامنا كما نحكم معها العقل والمنطق، فمن السهل ان نسير في ركب المهللين بنجاح لا ندري كيف تم قياسه الا اننا سنفقد مصداقيتنا والتي نسعي للحفاظ عليها فنزلنا بأنفسنا لمن كنا نعتقد أن عمرو دياب ينادي عليهم بألبومه الأخير لكن يبدو انه كان ينادي على اخرين لم يصلهم نداءه بعد ويبدو ان ذلك النداء ضل الطريق ولم يصل، بل نكاد نجزم انه لن يصل فأي مبدع يخاطب وأول من يخاطب الجمهور لأنه المستهدف بالإبداع فهل نجح عمرو دياب في اختيار لغة الخطاب هذه المرة؟ أشك .

فبرغم ان عمرو يتمتع بميزة يفتقدها كثير من المطربين ألا وهي امتلاكه لجمهور يعشقه لحد الجنون يتقبل منه كل شيء ويراه تخطى مرحله النقد بل يراه فوق النقد وانه يقف في منطقة خاصة به لا يقترب منها غيره الا ان عمرو لم ينجح هذه المرة فبدأ كمن يستهلك من رصيده لدي جمهوره فكيف يقبل عمرو اصدار مثل هذا الألبوم؟ الذي لم يحوي أي جديد بل كان عبارة عن مجموعة من الاغاني التي تتغني بمشاعر وكلمات قتلها الشعراء تردادًا حتى صارت لا تبعث الا على الملل وكان يجب عليه البحث عن كلمات جديدة ومعبرة عن المرحلة الحالية التي نعيشها، أما عن الالحان فحدث ولا حرج فهي عبارة عن جمل موسيقية مكررة بل سبق لعمرو نفسه استخدامها كثيرًا في اغانيه السابقة وما كان يجب عليه أن يعتمد على نفسه في تلحين اغلب اغاني الالبوم كما ان الالحان غربية في اغلبها لا تناسب الغناء الطربي بل هي مناسبة للحفلات المباشرة اكثر .

ولو اردنا تأكيد فشل البوم "بناديك تعالى" في تحقيق النجاح المتوقع لوجدنا في تصريحات عمرو خير تأكيد الم يخرج علينا بخبر يعلن فيه عن انه سيصدر جزء ثان من البوم لم يمر على اصداره اكثر من شهر بتوزيع جديد الا يعني هذا أن الجزء الأول لم يكن على المستوى المطلوب؟ وما معنى الا يصور ولو اغنية واحدة من اغاني الالبوم على طريقة الفيديو كليب حتى الآن اليس كل هذا دليل على الفشل؟

ولو عدنا لعمرو نفسه لوجدناه في هذا الالبوم قد فكر في نفسه وفي جمهور حفلاته فقط، ونسي القاعدة العريضة من جمهوره، واختار أن يقدم نفسه ملحنا كما يلحن غيره من المطربين لتقديم جمل لحنية تناسب جمهور الحفلات، الا اننا ننصح عمرو أن يعود الى نفسه كى يعود الى جمهوره الذي عشقه واختار له لقبا يدل على مكانته العالية "الهضبة" فليختار وليدقق في اختياراته ليستمر هضبة عالية كما يتمني جمهوره لا أن يقلد أخرين غيره فلا يجد عند جمهوره وقتها الا رصيد يتآكل!!! لأن التقليد لا يفيد .

شكراااا