لم تكن ليلة 16 تموز عادية في مدينة البترون، انما كانت اكثر من رائعة ومميزة جداً، "ليلة بتسوى ألف ليلة" مع شمس الأغنية اللبنانية نجوى كرم التي ألهبت مسرح مهرجان البترون الدولي في حفله الثاني لهذا العام، هذا المسرح الذي جمع بين بحر البترون المميز وكاتدرائيتها وبيوتها العريقة.
مع مغيب الشمس بدأ مدرج المهرجان يغص بجمهور اتى من لبنان ومختلف الدول العربية ومن أستراليا وأميركا، ليستمتع بصوت نجوى الجبلي الأصيل وبأغانيها القديمة والجديدة الرائعة. ولأن البطاقات نفدت قبل الحفل بعدة أيام تم فتحstanding zone أمام المسرح للمرة الأولى في تاريخ المهرجان، ليتسنى لجميع محبي نجوى ومعجبيها مشاركتها حفلها الرائع.
وفي تمام الساعة التاسعة والنصف أطلت نجوى بأناقتها المعهودة، وكان حذاؤها لافتاً جداً إذ إن كعبه بشكل مسدس من تصميم شانيل. وافتتحت الحفل بأغنية "شو هالليلة" التي كانت حقاً في مكانها، "فالليلة كانت بتسوى ألف ليلة". وعلى مدى ساعتين من الوقت، أنشدت نجوى أروع اغانيها القديمة والجديدة التي حفظها الجمهور من ظهر قلب. وعلى الرغم من أنها كانت المرة الأولى التي تنشد فيها أغاني ألبومها الجديدة بعد اصداره، فإن الجمهور كان قد حفظها وغيبها، وبين القديم والجديد كان التفاعل كبيراً ورائعاً جداً بين نجوى والجمهور الذي لم يهدأ لحظة واحدة عن الغناء والرقص والهتاف والصراخ لنجوى، ولم يشبع من صوتها وأغانيها، فما إن تنتهي من أغنية حتى يصرخ لها باسم أغنية أخرى، فلم يبق شخص واحد جالساً في مكانه! وبدورها لم تبخل نجوى على الجمهور بأي أغنية، بل لبت طلبات الجميع، وغنت كل ما تمنى سماعه. أما التفاعل الأكبر فكان مع أغنيتها الجديدة "ما في نوم" التي تحدت فيها نجوى الإيقاع بطريقة رائعة وأسلوب مدهش. فمن النادر جداً أن يستطيع فنان تأدية الإيقاع بصوته ويبقى متناغماً مع الأغنية والنغم. وتعتبر نجوى من الفنانين النادرين! وقد أدتها بالإشتراك مع الموسيقي طوني عنقا مرتين نزولاً عند طلب الجمهور الذي علا صراخه في المدرجات طلباً بإعادة غنائها...
وكما البداية، كان الختام مع أغنية "شو هالليلة". وقبل أن تترك المسرح، شكرت نجوى لجنة مهرجانات البترون الدولية، واعربت عن سعادتها الكبيرة بهذا الحفل وبالجمهور وبوجودها في البترون... ولم تبخل بعد الحفل بإعطاء عدد من أهل الإعلام المكتوب والمرئي والمسموع أحاديث عن مشاريعها وحفلاتها وألبومها الجديد، وكانت "للشبكة" الحصة الكبرى، فإليكم الحوار معها:
الشبكة: نجوى هذا حفلك الأول بعد إصدار الألبوم الجديد، وحفلك الأول في البترون، كيف وجدت البترون وهذا الحفل؟ نجوى: البترون بتجنّن! بس إنت يارا كيف وجدت الحفل لأنك كنت المتلقية؟! (أجيبها: "بجنّن أكتر"، فنضحك معاً وتتابع) الحمد لله، الأهم أن الجمهور كان يردد كل الأغاني، وعلى الرغم من انني قمت ببروفات قبل الحفل، انما قلت في نفسي: أول حفل وما إلو أسبوع نازل الألبوم، بلكي مش كل الأغاني واصلة. لكن طلعت كلها واصلة!
الشبكة: ما إن صدر ألبومك الجديد حتى احتل المرتبة الأولى في "Virgin megastore"، فما سر كل ألبوم تصدره نجوى كرم وكل عمل تقدمه؟ إذ يلقى النجاح الكبير فوراً حتى قبل الإعلانات والكليبات.
نجوى: الحمد لله السر اجتهادي، إيماني بما أقدمه، ثقتي بالأشخاص الذين اتعامل معهم والذين يعطوني أحلى الكلام وأحلى الألحان وأحلى التوزيع، ويحبونني من كل قلبهم، واعتبرهم أهلي واصدقائي، حتى أكثر من أهلي الحقيقيين الذين أعيش معهم، لأنه إذا لم يكن من تآلف بين فريق العمل لا يكون عمل موهج! المحبة هي التي تعطي الوهج الذي نبحث عنه.
الشبكة: أغنيتك الجديدة "ما في نوم" احدثت ضجة كبيرة وخصوصاً مع الإيقاع المدهش الذي غنيته. فما القصة وراء هذه الأغنية؟ وكيف قررت غناءها؟
نجوى: الأغنية كانت تحدياً. فقد تحداني طوني عنقا لأغني هذا الإيقاع. وأنا وجدت الأغنية جديدة جداً.
الشبكة: على الرغم من أن بعضهم علق أن الأغنية لا تليق بك، فما تعليقك؟! نجوى: (تقاطعني بعفويتها الكبيرة) لو غناها حيالله فنان غيري كنت طقيت! (نضحك معاً) أقول للمرة الأولى: عمري ما تمنيت أغنية لحدا تاني أنا غنيها، بس هيدي الغنية لو غناها حدا غيري كنت طقيت! ثم إن إيقاع هذه الأغنية يدرّس كما يتم تدريس النوتات الموسيقية. لا يمكن أي فنانة أخرى أن تؤدي هذه الأغنية وهذا الإيقاع إلا نجوى كرم. الشبكة: صورت كليبك الأخير بتقنية3D مع المخرج وليد ناصيف، وانها المرة الأولى التي يصور فيها كليب من هذا النوع في الشرق الأوسط، ويعرض في دور السينما. ما هو شعورك أنك أول فنانة ادخلت هذه التقنية إلى لبنان والعالم العربي؟ نجوى: طبعاً شعور رائع، وكنت سعيدة جداً بهذا العمل، لأن3D مش لعبة ومش مزحة، وخصوصاً أنها المرة الأولى التي يحدث فيها هذا الأمر في لبنان والدول العربية. وأعلن الآن أنه بتاريخ 25 تموز سيكون افتتاح الكليب في السينما، وهكذا سيتسنّى للناس مشاهدته في دور السينما، واتمنى الخير لكل الناس.
الشبكة: بعد النجاح الكبير لكليب "ما في نوم"، ما الأغنية الثانية التي ستختارينها لتصويرها كليباً؟ نجوى: أعتقد أغنية "لو بس تعرف"، وخصوصاً بعدما صورت في برنامج "ستار أكاديمي" "شو هالليلة" هذه الأغنية المدللة عندي أنا بالذات لأنني اسمعها في السيار أكثر من 100 مرة! (وتضحك) أحب "شو هالليلة" كثيراً. وأحس بأن بعد "شو هالليلة" و"ما في نوم" يجب أن أصوّر "لو بس تعرف"...
الشبكة: ما أنشطتك لموسم الصيف؟ نجوى: جولات فنية في كل ربوع لبنان، وسأحيي حفلاً في مهرجان جرش،
وحفلات في باريس وكان. وان شاء الله تكون كلها مكللة بالنجاح! وشكر كبير لك حبيبتي يارا وللجنة مهرجانات البترون الدولية. وفي النهاية، لا بد من الإشارة إلى أنه بعد انتهاء حواري مع نجوى، وقبل أن تغادر كواليس مهرجان البترون الدولي، توجهت إلى المعجبين الذين كانوا ينتظرونها خلف سور الكواليس وكانوا يهتفون باسمها وبأغانيها الجديدة ويقولون "الشعب يريد نجوى كرم"، فاختلطت بهم ممازحةً إياهم وملتقطةً صوراً مع عدد منهم. وقبل أن تودعهم طلب أحد المعجبين تذكاراً منها، فقطعت إحدى السلاسل التي كانت مشنشلة من فستانها واعطته اياها، فجن جنونه! وتبقى الصور الشاهد الأكبر على روعة الحفل الذي انطبع في ذاكرة كل من شاهده.
وتستكمل مدينة البترون نشاطها المهرجاني مع حفل استعراضي ضخم The Little Mermaid ليلة السبت 22 تموز مع أكثر من خمسين راقصاً وراقصة سيؤدون أحد أكبر العروض المسرحية، وسهرة الـ Open Air Party مع البوب ستار رامي عياش في ليلة سنوية أكثر من مميزة في 29 تموز