رجحت دراسات علمية وفضائية أن يكون السبب وراء انهيار البورصات في العالم وتفشي حالة الشغب الجنونية في أنحاء لندن عاصمة الضباب والمدن المجاورة لها هو انبعاثات حرارية من الشمس.
ورغم أن الاضطرابات الهائلة في أسواق المال العالمية يرجعها المحللون الاقتصاديون إلى أزمة الديون الأمريكية والأوروبية، ورغم أن اندلاع أعمال الشغب في بريطانيا التي تعد الأسوأ من نوعها منذ عقود عناوين توجه فيها أصابع الاتهام إلى سياسيين متعثرين وبلطجية ملثمين وشبان مستاءين وشرطة مرتبكة ورجال بنوك طمّاعين، إلا أن دراسات عملية ترى أن السبب الحقيقي وراء كل هذا الجنون هو الشمس.
وتؤكد الدراسات -بحسب رويترز- أن الشمس تقذف بانبعاثات من الجزيئات عالية الشحنة إلى الفضاء في ظاهرة تعرف علميا باسم الانبعاث الكتلي الإكليلي.
وتقول إدارة الطيران والفضاء الأمريكية "ناسا" إن 3 انبعاثات كبيرة من هذا النوع دفعت علماء الحكومة الأمريكية إلى التحذير من عواصف شمسية يمكن أن تتسبب في انقطاع الكهرباء، كما أمكن رصد أضواء الشفق الشمالية الناتجة عن اضطرابات في الغلاف الجوي للأرض على مسافة امتدت جنوبا حتى إنجلترا وكولورادو.
وذكر موقع "سبيس ويذر" SpaceWeatherالإلكتروني -الذي يهتم بالتغيرات المناخية وحالة الطقس- أن المجال المغناطيسي للأرض ما زال يشهد أصداء موجة من الانبعاث الكتلي الإكليلي هبّت يوم 5 أغسطس الجاري وأثارت واحدة من أقوى العواصف الجيومغناطيسية منذ سنوات.
وقال بعض الأكاديميين إن مثل هذه العواصف الجيومغناطيسية يمكن أن تؤثر على البشر وتغير أمزجتهم، وتدفع الناس إلى سلوك سلبي عن طريق التأثير على الكيمياء الحيوية لأجسادهم.
وتوصلت بعض الدراسات إلى أن حالات دخول المستشفيات لأسباب الاكتئاب تزيد خلال العواصف الجيومغناطيسية، كما تزيد حالات الانتحار.
وربما تكون مجرد مصادفة أن يأتي هذا الأسبوع حافلا بالاضطراب في الأسواق العالمية، وأن تشهد بريطانيا فيه أيضا موجة من أعمال الشغب والنهب.
وربما يمكن لمراقبي الأسواق تنفس الصعداء بعد أن يعلموا أن توقعات طقس الفضاء الأسبوع الحالي عادت إلى الهدوء. لكن لا ينبغي أن يبالغوا في الإحساس بالرضا. فالدورة الشمسية في حالة نشاط ومن المقرر أن تصل للذروة في عام 2013، ومن المرجح أن يهب المزيد من العواصف الجيومغناطيسية على الأرض خلال الأشهر المقبلة