لا شك في ان النجوم العرب يتعرّضون بين الحين والآخر الى هجوم من قبل جمهورهم في الدول التي شهدت مؤخراً على ثورات اسقطت النظام واعادت الكرامة الى اهل الوطن وابنائه، والحجة في كل هذه الهجومات ان هؤلاء الفنانين لم يغنوا لأبناء الثورة وللبلد الذي تنفّس الحرية أخيراً ولم ننس بعد الهجوم المحكم على عدد من الفنانين الذين غنوا لمصر ولم يغنوا لتونس والعكس صحيح ايضاً، ولم ننسى اللوائح السوداء وغروبات كارهي هذا الفنان او ذاك الا ان ذلك يجب ان ينتهي لأن الفنان حرّ متى ولمن يغني وهو حرّ ايضاً في اختيار الطريقة التي يعتبرها مناسبة للتعبير عن حبّه لارض ما وشعبها .
طبعاً ما ذكر في بعض الصحف المصرية لا يعبّر عن رأي ومشاعر كل الشعب المصري تجاه النجمة اللبنانية اليسا التي اتهمت برفضها للغناء لثورة 25 يناير التي اتّهمت بالتقليل من شأنها بالرغم من كل الأغاني الوطنية التي كتبت خصيصا لثورة 25 يناير والتي عرضت عليها مؤخراً من قبل عدد كبير من الشعراء والملحنين بحجة أنها ستجد نفسها مضطرة للغناء للبلاد الاخرى وبالتالي سوف تخسر جمهور هذه البلاد، وأكّد المقال ان اليسا لاتنوي تقديم حفلات في مصر بعد الثورة لانها اصبحت غير آمنة مثل السنوات الماضية.
ومؤسف حقاً ان تساهم بعض الاقلام بتشويه الحقائق وصورة اليسا في عيون محبيها ومعجبيها في مصر خاصة وان معلومات موقع "بصراحة" تؤكّد انها كانت متواجدة في القاهرة منذ حوالي الشهر والنصف بهدف الاستماع الى أغنيات جديدة وانها ستعود لزيارتها مرّة جديدة خلال اسابيع قليلة .
كذلك تؤكّد معلوماتنا ان المهرجان الوحيد الذي دعيت اليه اليسا فور انتهاء الثورة والذي كان من المقّرر ان يشارك فيه عدد كبير من نجوم الغناء في الوطن العربي والذي كان من المفترض ان يمتّد على اربعة ايام قد ألغي من قبل المنظمين وبالتالي لم يحصلن فكيف تكون اليسا متهمة بعدم الموافقة على المشاركة فيه؟
تكريم اي بلد من قبل أي فنان أمر اختياري ويجب ان يكون نابعاً من ايمان كبير بهذا البلد وبقضيته وليس واجباً على الفنان ان يقوم به مرغماً. وحتى في بعض الاحيان يكون الغناء لاي بلد كان، نوع من انواع المجاملة و النفاق لاهداف صغيرة ومصالح شخصية لذا ليس كل من يغني لمصر يحب مصر وليس كل ما لا يغني لها لا يحبّها.
وهنا نوجّه السؤال الى قرائنا في مصر وتحديداً الى جمهور اليسا ونسأل، ما هو ردّكم على ما تتعرّض له اليسا من قبل بعض الصحف المصرية؟