نقولا الأسطا: كل من غنى مع وديع الصافي استغله!

معه الحديث يحلو ويطول هو العارف بفن الكلام، والكلام في الفن. لطالما كانت سيرته حسنة مهما حاول بعضهم تعكير صفوها. متمسك بمبادئه ولو مشى أحياناً عكس التيار السائد، فهي تأتي أولاً ولا شيء يدوسها. حريص على قناعاته ولو كانت "الموضة الجديدة" لا تتناسب معها، لأن "أمله الوحيد" أن يبقى عند حسن ظن من يحبونه. ويقول الفنان نقولا الأسطا "ما برضى" بالخطأ ولو كانت طريقة أسهل للوصول. في حفلاته ومهرجاناته لا بد من أن "تفرفح وتغنّي" وترقص على نغمات أغانيه وايقاعها "صبايا بلادي" وشبابها. وتلك كانت حال صيفه الحافل بالمناسبات، آخرها قبل لقائنا مباشرة مهرجان "الشياح".

الشبكة: لم تلجأ حتى اليوم إلى جراحات تجميلية، هل تفكر في الخضوع لها لاحقاً؟

نقولا: للحاجة يجوز. لكن، للأسف، اليوم يتورط بعضهم بالجراحات التجميلية ولا سيما النساء اللواتي أصبحن كتماثيل من الشمع! (يضحك)...
الشبكة: والرجال أيضاً يخضعون للجراحات...
نقولا: صحيح، الحاجة تتطلب احياناً جراحات معيّنة وخصوصاً لمن هم عرضة دائمة للأضواء والكاميرات. وبعض الشوائب قد يتم إصلاحه في الصور عن طريق الفوتوشوب، علماً أنها بواسطة جراحة بسيطة قد تحلّ.
الشبكة: هل صبغت شعرك يوماً؟
نقولا: لا، ما زلت على طبيعتي ولم أصبغ شعري... (يستدرك) لا أنكر أنني زرت غير طبيب تجميل لاستشارتهم بشأن إمكان تجميل أنفي الذي يبدو مزعجاً في بعض الصور، ومنهم من شجعني على العملية وآخرون نصحوا لي ألا أبدل في مظهري لأن الناس أحبوني وتقبلوني على ما أنا عليه... تصوري أنني كنت أحدّد موعداً للجراحة وقبل ساعة منه كنت أعدل عن رأيي أتصل بالطبيب وأتذرع ببعض الأمور بغية التهرب من إجرائها.
الشبكة: تخاف من الجراحات؟
نقولا: ليس خوفاً من الجراحة إنما مما قد يترتب عنها من نتيجة قد لا تلقى استحسان الناس، فأنا موجود في أذهانهم وفق صورة معيّنة، ولا أريد ان تتغير في نظرهم.
الشبكة: حريص على مظهرك بقدر حرصك على فنك؟
نقولا: كله متصل بعضه ببعض، نلاحظ كيف يدور الحديث في المجالس الخاصة أو العامة عن فنانين، ناهيك بالإعلام... فأنا لا أريد أن كون سيرة الناس في الصالونات، فلتكن أغانيّ سيرتهم.
الشبكة: الى أي مدى خوفك من كلام الناس قد يجعلك تقدم ما قد لا تكون راضياً عنه ولمجرد إرضائهم والبقاء في الصورة التي حفظوها عنك؟
نقولا: أحياناً نعم، فأنا أسير هذا الموضوع ولا أحب أن أكون حديث الناس في غير موهبتي وصوتي وأغانيّ.
الشبكة: افهم ان من الخطأ ان يتناولوا مظهرك و"اللوك"...
نقولا: سأضرب لك مثلاً عن أحد المطربين الذي كان لمرحلة طويلة حديث الناس من خلال ملابسه، وهو لم يستمر طويلاً. للأسف، بعض الناس ينتظر كيف ستطل هذه الفنانة وماذا سترتدي، بدلاً من الاهتمام بصوتها وأغانيها... لتصبح أزياؤها العنوان العريض للصحافة.
الشبكة: من يراقب مسيرتك يلحظ أنك، منذ البداية، أي أيام استديو الفن إلى الآن بقيت على لوك واحد ولم تعتمد التغيير في مظهرك.
نقولا: في أحلى من الثبات! أنا فنان ثابت ولست بحاجة الى تغيير اللوك لأكون حديث الناس.
الشبكة: أنت شخص "روتيني"؟
نقولا: لا، لست روتينياً، ولكن لي ثوابتي في الحياة التي قد يلومني عليها بعضهم، ليكتشفوا في ما بعد أنني محق...
إذا اردت فأنا روتيني بمبادئي، ولو كنت ألهث وراء الفن فقط لما اسست عائلة... أخبرتك يوماً أن ثمة أشخاصاً في الصحافة قالوا لي أن لا شيء ينقصني سوى خضة تُثار حول اسمي، فاقترحوا علي إنّو "يخونوني على زوجتي" (وتبدو الدهشة في عينيه). صحيح أنني سأصبح بذلك حديث الناس، ولكن ماذا سأخسر في المقابل! لي ابنتان، ويا ترى، ماذا ستقولان عندما تكبران "الباب مصاحب عالماما"! (وتعلو وتيرة صوته) ما هذا الحديث؟!
الإعلام قادر على تسليط الضوء على الأمور كما يحلو له، وتعلمين جيداً ماذا أعني...
قد أتقبل ان تُفبرَك اخبار حولي لا تمس الجوهر. أذكر، مثلاً، أنني تعرضت يوماً لحادث سير حقيقي، وصودف أن احدهم ممن في الإعلام يمر بالجوار فأبلغ إلى إحدى الإذاعات الأمر، وحصلت خضة لم أفتعلها وتقبلتها. (ويتابع): وموضوع استدعائي الى التحقيق بشأن التصوير الذي حصلت جراءه ايضاً ضجة إعلامية... باختصار، لا أفتعل الإشاعات حول اسمي، ولربما هذا خطأ في عصرنا.
الشبكة: بل هذه "موضة جديدة" (غامزة الى عنوان احدى أغانيه).
نقولا: لطالما كانت الإشاعات موجودة، وهنالك أشخاص محترفون في هذا المجال، ويثيرون الإشاعات حول اسمهم بغية الاستمرار في تناولهم إعلامياً وشعبياً.
الشبكة: في رأيك، ما الموضة الجديدة إعلامياً أو فنياً؟
نقولا: الموضة الجديدة التي لمستها بنفسي في الآونة الأخيرة هي الخبث، والثرثرة، وسرقة فرص "وتسويد وجه" بهدف الحصول على حفل واستبعادي عنه. فبعض الفنانين يحاولون الإساءة الى مسيرتي لاستبعادي عن بعض المهرجانات، وهذا ما وصلني أخيراً. هذه موضة جديدة وتسبب الأذية. في حين أنني أحاول، إذا علمت أن متعهداً ما يتفاوض مع فنانٍ آخر بشأن حفلٍ يعرضه عليّ، أن أبقى جانباً ريثما يُنهي مفاوضاته معه، وأتمنى عليه بألا أكون حاجزاً في طريق أحد.
ما نشهده حالياً يصدم... ليت الجميع يدرك أن الفرص كثيرة، ومن له نصيب فيها سينالها. الحمد لله قدمت لغاية اليوم أكثر من 10 مهرجانات، وأمامي عدد منها أيضاً مثل مهرجان "جلد الديب - بقنايا"، و"فاريا" وحدث الجبة".
الشبكة: كيف تتصرف حيال أمور مغرضة بهذا الشكل وتبقى الشخص "الآدمي"؟
نقولا: "ما فيني ما كون آدمي"... أنا عضو مجلس نقابي وأمثل صورة معينة وهي تمثلني في الأصل. ولا أنكر أنني أشعر في مكانٍ ما بأنني محبط ومندهش لما يحصل حولي، وأقول: "معقول". بينما كنت أستعد لوضع إعلانات خاصة بمهرجان تم الاتفاق معي على إحيائه، فوجئت بأنه ذهب للفنان فلان (ويرفض أن يسميه).
الشبكة: يشبهك هذا "الفلان"؟
نقولا: لا أحد يشبهني في مسيرتي، ولا أعني بذلك أنني الأفضل، لكن كما ان لدي عدد من الأغنيات عن الحب والوطن والأم والأب والتراتيل... فلا أحد يشبهني في هذا الإطار. فرصي أصعب من غيري، لأن حسب ألحظ في أيامنا هذه، على الفنان ان يكون تخصصياً، "والله هالفنان بيدبك أو غيرو ما بعرف شو بيعمل.
الشبكة: المعروف أنك شامل في ما تغنيه، والأجواء في حفلاتك شاملة أيضاً، فيها الرقص والفرح والأجواء الجميلة...
نقولا: آسف أن بعض الفنانين يدّعون ما لا يشبهني.
الشبكة: لن أسالك عن هوية الفنان الذي سرق فرصة احد المهرجانات من طريقك. دعني أسألك أي مهرجانٍ احياه؟
نقولا: (يضحك مطولاً) لا تحاولين استدراجي.
الشبكة: لماذا لم تغنِّ حتى اليوم ديو مع أحد الفنانين الكبير، وديع الصافي مثلاً؟
نقولا: مع احترامي لكل من غنى مع الفنان وديع الصافي، لكن أجد أن جميعهم استغلوه في فيديو كليباتهم... لا أعرف ظروف الأستاذ وديع التي دفعته إلى الوجود في هذه الأغاني، ولكن علينا أن نغنيه لا ان نستغله.
الشبكة: كيف تنظر الى تلك الديوهات؟
نقولا: قيمة إضافية لمن شاركه الغناء.
الشبكة: وما المشكلة في ذلك؟
نقولا: الأمر يعود للأستاذ وديع الصافي.
الشبكة: هذا تواضع من قبله؟
نقولا: هو موضوع شائك لن أغوص في تفاصيله... زرته يوماً مع عائلتي وتمنينا له طول العمر وتصوّرنا الى جانبه، ولكن صودف أنه كان يرتدي ملابس البيت لأنه كان مصاباً بوعكة صحية حينها، وكنا نطمئن إليه، فرفضت أربع سنوات أن أطرح تلك الصور واحتفظت بها خشية أن تكون مسيئة إلى صورته... الى أن التقيته في إحدى المناسبات وأخبرته بالأمر، فقال لي: "ما تعتل هم، إنت جيت عابيتك". بعدها طرحت الصورة التي دون لي عليها إهداء يحمل توقيعه.
الشبكة: أولم تكن تتمنى أن تغني مع الكبير وديع الصافي؟
نقولا: لا، ولم تخطر الفكرة يوماً في بالي... (ثائراً): "أنا زلمي ما بحب عربش عاشهرة حدا مع احترامي للكل"... عندما تأتين على مسيرة وديع الصافي يعني انك تتحدثين عن شخصية دسمة وليس عن اي كان، فهو رمز كبير قد يفسر الأمر على أنه تكريم، ولكنه يحمل في طياته نوعاً من الاستغلال ولربما البريء. ولو كنت مكان وديع الصافي لما أدخلت أي فنان في فيديو كليباتي، بل أقدم كليبات بمفردي.
الشبكة: صرّح الفنان ناجي الأسطا (قريبك) باعتزازه بكم انتم فناني زحلة امثالك ووائل كفوري ونجوى كرم...
نقولا: تربطنا قرابة بعيدة نوعاً ما، واعتز به وأوجه إليه تحياتي، وقد أعربت له عن إعجابي بأغانيه، ووضعت خبرتي بتصرفه... كنت سعيداً بأن يكون "الأسطاوي الثاني" بهذا المستوى، وأدعو له بالتوفيق.
أشبه نفسي بالاسفنجة القادرة على امتصاص كل شيء. فكما تعلمين نحن تحت الأضواء او المجهر ومعرضون لأمور كثيرة.
الشبكة: أخبرني عن تفاصيل ألبومك "أملي الوحيد".
نقولا: يتضمن 14 أغنية متنوعة، منها "فرفح وغني" (بتوزيع جديد)، "صبايا بلادي"، "موضة جديدة"، ما برضى"، وأغنية بالمصرية عنوانها "كانت حبيبتي"، و"حلوة ونسيتيني إسمي" "وشو عملتيلي بقلبي"...
الشبكة: "وزحلة يا دار السلام"...
نقولا: طبعاً، زحلة ترافقني باستمرار. هذه المدينة التي أشعر بانتماء كبير إليها وبحب لا يوصف. فأنا اشبهها بعنفواني وبطريقة محبتي لأهلي وأهلها... فهذه المنطقة تعني ليس ابناءها فقط، وإنما كل من يسمع باسمها. وأذكر أن بانتظاري عدة أسفار بعد موسم الصيف الى البرازيل وأميركا وكندا واوستراليا...
الشبكة: اوتعلم، انت تملك فن الكلام. هل فكرت يوماً في تقديم برنامج تلفزيوني او إذاعي...
نقولا: عرض عليّ تقديم برنامج تلفزيوني، وما زال العرض سارياً حتى اليوم وقيد الدراسة...
(يستطرد): أذكر أنه منذ سنواتٍ، اي في بداية مشواري الفني عرض عليّ أن اعرض الأزياء لإحدى الماركات المعروفة وعلى أن تطرح كإعلان للمجلات، لكنني لم أقدم على الخطوة... واليوم سيطرح إعلان بصوتي لإحدى الخدمات الخاصة بماركة هواتف عالمية.
الشبكة: أحببت أغنية "صبايا بلادي" التي طرحتها اخيراً.
نقولا: هي من كلماتي وألحاني، ولاحظت أنها لاقت استحساناً كبيراً من الناس صغاراً وكباراً علماً أنها لم تلق المساحة الإعلامية الكافية.
الشبكة: من وحي عنوان ألبومك الجديد تقول: "أملي الوحيد...".
نقولا: (يبتسم) أملي الوحيد أن احافظ على ما وصلت اليه حتى اليوم، بأن لا يدوس أي جانب من حياتي، لا الفن ولا العائلة أو القيم على الآخر. أملي الوحيد أن أبقى عند حسن ظن من يحبونني.
الشبكة: من يجسد دور السيد المسيح على المسرح أظن أن ما من شخصية قد تعصى عليه بعدها... أراك قادراً على تجسيد أي دور تمثيلي يُسند اليك ولا سيما سيرة شخصية فنية.
نقولا: سبق أن عرض علي المشاركة في أحد المسلسلات، لكنني رفضت الدور بعدما لم أجده بمستوى ما أنا قادر على أن اقدمه... وشاءت الظروف ألا أمثل في عملٍ آخر. منذ أسبوع تقريباً عُرض عليّ عمل تمثيلي. مسرحياً قد يكون في بعلبك، ولكن لا أستطيع الغوص في تفاصيله في الوقت الراهن ريثما يتم الاتفاق على كل شيء.
الشبكة: جميل أن نشاهدك في رمضان المقبل بشخصية فنية تجسد حياتها عبر مسلسل لبناني.
نقولا: ولم لا! (تحلو له الفكرة).
الشبكة: أجدك في شخصية...
نقولا: (يقاطعني ونتلفظ كلانا باسم الفنان الراحل زكي ناصيف ونضحك معاً). أشعر بأنني اشبهه في مسيرته وبطريقة تعاطيه مع الناس، ولناحية أنه ظلم في حياته الفنية...
الشبكة: أستغرب قولك إنك مظلوم!
نقولا: تصوري أن بعض الفضائيات لا تعرض كليباتي "لأنه عندن كليباتن" بكل بساطة... وقد ألتقي احياناً اشخاصاً يقولون لي: "إنت مش آخد حقك".
الشبكة: في رأيي، قول مماثل يمثل إطراء لك...
نقولا: ربما هو إطراء، ولكن في الوقت نفسه أشعر بحسرة في قلبي وأرد عليه بالقول إنني نلت حقي من الناس الذين يحبونني وزيادة. أنا حساس جداً. الكلمة الحلوة ما بتسكّرني والعاطلة ما بتحبطني.

يعيكي 100 عافيية

شكرا الك,,,,!!