نجوم لبنان يعبّرون إلى الضفة العالمية من خلال ظاهرة إشراك المعلنين في كليباتهم

على خطى النجوم العالميين، شهدت كليبات عدد من فناني "روتانا" عبورها إلى ضفة عالمية تقضي بإشراك "سبونسر" في كليباتهم. فما سبب هذه الظاهرة التي بدأت تغزو أعمال الفنانين العرب المصورة؟ ولماذا لجأ إليها هؤلاء اليوم؟

تجدر الإشارة بداية إلى أنّ نجوم الغناء الغربيين قد بدأوا هذه الظاهرة، أمثال بريتني سبيرز عندما صوّرت إعلاناً في العام 2008 لماركة "بولغاري" العالمية في كليب "السيرك" (Circus)، وأيضاً على غرار ظهور منتوجSwarovski وشركة BMW كمنتجين معلنين وسبونسر في كليب الفنانة جنيفير لوبيز الأخير بعنوانON THE FLOOR. كذلك ظهر في الكليب الأخير لبريتني سبيرز I WANNA GO كسبونسر للعمل منتوج مستحضرات التجميل MAKE UP FOR EVER.
لا شك في أنّ الأزمة التي تعيشها سوق الأغنية في العالم العربي منذ نحو سنتين وحتى

اليوم قلبت كلّ الموازين، إذ وجدت شركات الإنتاج نفسها مشلولة قدراتها المالية في إنتاج كليبات مصوّرة لفنانيها بالمواصفات والكلفة المرتفعة جداً نفسيهما، والتي كانت تنفقها على تصوير الأغاني المصوّرة، ما حمل الشركة إلى تقليص عدد أعمال الفنانين المصوّرة، لا بل نقلت أخباراًَ عن سجالات دارت في الأروقة بين نجوم الغناء وشركة إنتاجهم على خلفية رصد مبالغ ضئيلة جداً لتصوير الكليبات... كما قيل إنّ الكثير من الفنانين وجدوا الحلّ من خلال إنتاجهم كليباتهم المصوّرة بأنفسهم على الرغم من أنها حملت "لوغو" الشركة. وهذه الأزمة لم يعشها فنانو "روتانا" فقط، بل كل أهل الفن في العالم العربي، سواء أكانوا منضمين إلى شركات إنتاج أم ينتجون من حسابهم الخاص. ولعلّ انتهاج سياسة "السينغل" المصوّر كل ثمانية أشهر تقريباً، وهو ما راج في السنوات الماضية، ما هو إلاّ تأكيد الأزمة التي تعيشها الأغنية المصوّرة...
أمام هذه الأزمة، سعت إدارة التسويق في "روتانا" للبحث عن حلول تعيد الأغاني المصوّرة لفنانيها من الغيبوبة. فكان عرض على إدارة الشركة إدخال "سبونسر" للكليبات المصوّرة للفنانين العرب،وهي فكرة خلاّقة تسهم في اقتسام كلفة إنتاج الأغاني المصوّرة بين "السبونسر" وشركة إنتاج أعمال الفنانين، ذلك على غرار ما يلجأ إليه فنانو الغرب. وبعد الموافقة، ولد كليب "متعتذرش" للفنانة شيرين عبد الوهاب الذي تم تصويره برعاية شركة MAX FACTOR التي اختارت الفنانة، بما أنّها تعمل لإدخال منتوجاتها التجميلية إلى مصر. لتطلّ بعدها الفنانة إليسا وهي تضع عطرYEVES SAINT LAURENT الراعي الوحيد لكليبها الأخير "بتصدق بمين"، بعكس ما كتبت بعض وسائل الإعلام عن أنّ المصممة اللبنانية الأميركية ريم عكرا هي التي رعت إنتاج الكليب لاختيار إليسا بعضاً من مجموعتها خلال مشاهد العمل المصور. أمّا الفنانة نجوى كرم فكانت ثالث نجوم "روتانا" الذي أشرك "سبونسر" في أعماله المصوّرة، ليولد كليب أغنية "ما في نوم" وهي تضع نظارات "سوني" الراعي للعمل، وأيضاً ليكون هذا الكليب أول عمل عربي مصوّر ينفذ بتقنية الـ3D.
وأخيراً، جاء دور فارس كرم من خلال إدخال ماركة سيارات "دودج" في كليب "لا مشيلك حافي".
لا شك في أن إشراك "السبونسر" أو الإعلان غير المباشر لمنتوجات عالمية في كليبات الفنانين خطوة اقتبستها "روتانا" من الغرب، ولا شك في أن انتهاجها فتح عيون الكثير من الشركات الفنية العربية الأخرى والفنانين للسير على هذه الخطى، للالتفاف على الأزمات التي تعانيها سوق الأغنية أخيراً. لكن يبدو أن المرحلة المقبلة في الأغاني المصورة التي تنفذها "روتانا" مع فنانيها ستشهد أيضاً مفاجآت جديدة، تستمدّ أسسها من التعاون بين الشركة السعودية وشركة "سوني" العالمية من خلال كليب نجوى كرم الأخير، بحيث لن يقتصر التعاون على انتهاج تقنية الـ3D ووضع الفنانة نظارات "سوني" فقط، بل ستتبعه خطوات أخرى، أكان على صعيد تصوير المزيد من الكليبات العربية وفق تقنية الـ3D أم على صعيد إمكان تنفيذ أغاني ديو تجمع بين فناني "روتانا" والفنانين الغربيين الذين تتعاون "سوني" معهم وترعى أعمالهم الغنائية.
في الوقت الذي وجدت "روتانا" أن إدخال "السبونسر" إلى كليبات فنانيها خطوة أنقذت الشركة من المأزق الذي كانت تعيشه الأغاني المصورة، وفيما كنا نشهد في الفترة الماضية ظاهرة دخول نجوم الأغنية عالم الإعلانات التجارية ليجنوا المبالغ الطائلة من خلالها، أكان عبر منتوجات المشروبات الغازية أو غيرها من المنتوجات التجارية... فإنّ إليسا ونانسي هما اليوم نجمتا الذهب، نانسي معلنة "داماس" وإليسا "لازوردي"، هذا إلى جانب إعلانات كثيرة تنفّذها الفنانتان لمصلحة منتوجات أخرى كالسيارات والنظارات... وديانا حداد اتجهت إلى الإعلان لـ"اللانجري"، وكذلك يارا التي صوّرت أيضاً اعلاناً للصابون. أيضاً خاضت نجوى كرم منذ سنتين حملة دعائية لشركة عقارية إماراتية. من هنا لا بدّ من أن نطرح أكثر من سؤال عمّا إذا كانت ظاهرة إشراك شركات الإنتاج المعلنين في الكليبات المصوّرة للفنانين للتشارك في العملية الإنتاجية، ستسحب البساط من تحت أقدام الفنانين أنفسهم كمعلنين منفردين، فتكتفي الشركات هذه بأن تكون "سبونسر" للنجوم في أعمالهم المصورة، ما يحرم النجوم تلك المبالغ الضخمة، لا بل الخيالية، التي يتقاضونها كمعلنين؟

احلى شيئ يوصلو الى العالمية شكرا على
الموضوع ماريال تحياتي لك