"نستطيع تحديد سرعة الضوء، ولكن هل يمكننا تحديد سرعة أنامل نجم الجاز العالمي شوشو فالديز بالعزف على البيانو؟"، انه السؤال الذي يراودك ما ان تشاهد صاحب الـ8 جوائز غرامي "شوشو فالديز" الذي خطف أنفاس المئات ليلة أمس في مهرجان بيروت للجاز الذي أقيم في أسواق بيروت.
على مدى ساعة ونصف، استمتع الحاضرون، كباراً وصغاراً، من جنسيات مختلفة، بالاستماع الى موسيقى الجاز ومشاهدة خفّة أنامل فالديز، فكانت المتعة للعين والأذن معاً. غريب هو انسجام "شوشو فالديز" وفرقته أثناء العزف، وكأنهم ينسون للحظة أن العيون تراقبهم، ينتقلون الى عالم جديد بعيداً عن الأضواء ومسرح الشهرة، في حين يطير الحضور على نغمات موسيقى الجاز الى مكان يصعب وصفه ولكن يمكن اختصاره بعرش نشوة الفرح.
لم أكن أعلم أن محبّي موسيقى الجاز ومتذوّقي موسيقى فالديز سيستطيعون ملء كل المقاعد ليتحوّلوا كما حبّات الرمل الى شاطئ بانتظار موجة موسيقى شوشو فالديز لتغمرهم فتنعشهم! بصراحة، قبل توجّهي الى الحفل، كنت أتساءل من هو هذا الفنان الذي استطاع أن يحصد 8 جوائز غرامي وذلك نظراً لضعف ثقافتي بموسيقى الجاز، وبعد الحفل وجدتني مغرماً بموسيقى الجاز. أمّا صوت مغنيّة الجاز، فأنه حالة أخرى، صوتها بمثابة محرّك تلقائي لليدين فتجد نفسك تصفّق تصفيقاً حارّاً، والملفت هو اصرارها ان يعيد الجمهور الغناء من ورائها فتحوّل الحمهور الى مغنّي جاز وتحوّلت المغنية الفعلية الى مستمعة ترقص على وقع صوت الحضور.
دقائق الصمت والاصغاء الى هذا العرض الرائع كان يليها التصفيق لدقائق أيضاً، أمّا ذروة التصفيق فكانت مع انتهاء العرض حيث استمرّ لمدّة خمس دقائق، لذا ارتأى شوشو فالديز ان يستأنف العزف لمدة 10 دقائق جديدة.
وقبل بدء الحفل، قابلنا الفنان "شوشو فالديز" وكان لـ"النشرة" هذا الحديث المقتضب معه:
أهلاً وسهلاً بك، هل هذه المرّة الأولى التي تزور بها لبنان؟كلا، بالحقيقة انها المرّة الثانية التي أزور بها لبنان.
المرّة الثانية، فاذاً أحببت لبنان؟بالطبع أحببت لبنان وبشكل خاص أحببت الشعب اللبناني. في زيارتي الأولى، أقمت حفلاً وتفاجأت بمدى تفاعل الجمهور اللبناني.
هل تتوقّع أن تكون ردّة فعل الجمهور نفسها الليلة؟اقول أن جمهور الليلة سيكون مذهلاً لأنه يعرف كيف يتفاعل مع الموسيقى التي أقدّمها، وها أنا أتحضّر للظهور على المسرح.
ما شعورك أن الجمهور اللبناني يقدّر فنّك وأتى بمختلف فئاته لحضور الفنّ؟بعد دقائق سأطلّ على المسرح، والوقوف أمام هذا الجمهور هو بمثابة الحصول على جائزة.
بعد كلّ هذه السنوات، ما زالت موسيقى الجاز تشعرك شاباً؟لا بل موسيقى الجاز ترجعني طفلاً.. ما زلت طفلاً.
ملاحظات:- قبل بدء الحفل، التقينا بالفنان العراقي الهام المدفعي في أحد المقاهي المجاورة، وعندما ألقينا التحية عليه أخبرنا أنه جاء خصيصاً لحضور حفل شوشو فالديز لأنه يحبّ موسيقاه كثيراً. ولاحقاً انضم المدفعي الى الحضور وجلس في الصفّ الأوّل.
- بين الحاضرين أيضاً، الفنانة أميمة خليل التي صرّحت للنشرة قائلةً "من الضروري والطبيعي مشاهدة هذه النشاطات الفنية في البلد خاصةً وأن فيها عمق ورسالة بعيداً عن الموسيقى التي ترافق الأكل والشرب".
- لوحظ حضور نجم ستار اكاديمي 8 جيلبيرت الذي حضر وحيداً لمشاهدة الحفل.
- لم يقتصر الحضور على فئة عمرية معينة، كما لاحظنا وجود أكثر من جنسية من أجانب وعرب.