نجوى كرم تتعرض لهجوم سوري

تتعرض الفنانة نجوى كرم لحملة هجوم واسعة مصدرها مواقع إلكترونية سورية، تتهمها بالتزلف للنظام السوري، من خلال إطلاقها أغنية للرئيس بشار الأسد، تبايعه فيها على حساب دماء الأبرياء، بحسب المنتقدين الذين رأوا أن إطلاق نجوى للأغنية في هذا التوقيت، ما هو إلا تجاهل لمشاعر ضحايا الحرب التي راح ضحيتها ما يقارب 15 ألف مواطن سوري منذ بدء الأزمة قبل أكثر من سنة.

وتقول الأغنية التي غزت موقع «يوتيوب» في مقدمتها:

«رايات بيض وسود بالشام مرفوعة... ودقات قلب البطل لبعيد مسموعة ... وسيوف تلمع حزن ورماح مش عم تنشف دموعها... وفرسان عم بتقول مفجوعة... بالشام قام الاسد بقلوبنا بلبنان عم يوعى...».

أغنية قديمة

الهجوم القاسي الذي لم يرحم نجوى، ووصل حد إهدار دمها، واتهامها بأنها شريكة الأسد في جرائمه مادامت تتغنى بها، نسي أن الأغنية اطلقتها نجوى عام 2000، بعيد وفاة الرئيس حافظ الأسد وانتخاب ابنه بشار رئيساً لسوريا، وقد جاء في الأغنية «بدنا نحافظ بدنا نحافظ عالشام الي عمرها حافظ... بدنا الاستقرار... ونبايع بشار، وحدو كل الحافظ حافظ».

وكانت نجوى حينها واحدة من عشرات الفنانين العرب الذين بايعوا الأسد الابن بُعيد رحيل الأب، وكانت أغنيتها مزيجاً من رثاء الأب ومبايعة الابن قبل اثني عشر عاماً. أما نشر الأغنية عبر يوتيوب، والإيحاء بأنها جديدة، فلا معنى له سوى محاربة نجوى من بوابة إقحامها في دوامة السياسة التي حرصت منذ زمن على النأي بنفسها عنها، خصوصاً في هذا الوقت العصيب.

حقيقة متأخرة

هذه الهجمة لم تكن الأولى من نوعها على نجوى، فقبل خمس سنوات، وتحديداً في العام 2007 بُعيد إعادة انتخاب بشار الأسد رئيساً لسوريا، انتشرت الأغنية نفسها عبر البريد الإلكتروني، مع أغان تبايع الأسد بصوت وائل كفوري وهدى حداد، وشنت وسائل إعلام لبنانية حملة ضد الفنانين، واتهمتهم بأنهم يبايعون رئيساً يقف نصف الشعب اللبناني منه موقف العداء، حيث كانت موجة الاغتيالات على أشدها في لبنان بعيد خروج الجيش السوري منه في ربيع الـ2005.

يومها التزمت نجوى الصمت، ولم تتأخر الحقيقة لتظهر، فالأغنية عمرها من عمر تولّي الأسد الابن رئاسة الجمهورية، يوم هبّ كل الفنانين العرب لتهنئته بولاية لم تكن نجوى تدري حينها أنها ستنتهي بصورة دموية.

تجاهل تام

واليوم تلتزم نجوى الصمت أيضاً، لا تشير إلى الأغنية عبر صفحتها على «تويتر» لا من قريب ولا من بعيد، لا ترد على الهجوم، ولا حتى من قبيل توضيح اللبس الذي جعل منها فنانة تبايع من يسميه المعترضون سفاحاً. فقد جاء في إحدى المقالات المهاجمة «كلامك يا ست نجوى مرفوض جملةً وتفصيلاً، فكيف لك ان تغني لقائد ارتكب المجازر وارعب الصغار والنسوة، وصبّ جماح حقده في كأس التلاعب بمصير بوابة العالم العربي وقلب العروبة والنضال والاحرار؟».

لماذا الصمت؟

فلماذا لم ترد نجوى وتقول لكاتب المقال إنّها لم تغنّ إلا لقائد بايعه شعبه آنذاك؟

لماذا لم توضح ملابسات الموقف الذي اتخذته ربما مكرهة في حينه، عندما كان لبنان يقع تحت الوصاية السورية، ولم يكن لأي مواطن لبناني حريّة الرفض أو القبول عندما يتعلق الأمر بالشأن السوري؟

لماذا التزمت صمتاً قابله ازدياد في الهجوم على اعتبار أن الصمت دليل انعدام الحيلة؟ أم أنها اعتبرت أنّ اتهامها بأنها اقتبست أغنيتها من المقالات التي تنشر يومياً في صحف النظام ما هو إلا اتهام لا يستحق حتى الرد عليه، مادامت الأغنية سبقت المقالات المشار إليها بـ12 سنة فقط، ومادام كاتب المقال نفسه كان من المهللين لانتخاب الأسد الابن وقبله الأب؟

يذكر أن بعض المقالات كتبت منذ أكثر من سنة، إلا أن المنتديات أعادت نشرها كأنها كتبت اليوم، في إذكاء للهجوم على الفنانة التي بات عليها اليوم إيضاح موقفها، كي لا تدفع هي الأخرى ثمن موقف سياسي ألصق بها عنوة.