إليــك يـــا قـــدس
أمضي على وجل والذل يثقلني
لكنني أبدا ما غالني يأس
أي الجرائم في محرابك أرتكبت
ودنس الارض من أهوى به الرجس
لقد أفقت وبي للثأر دمدمة
على صداها أفاق العزم والبأس
وليس غير دماء القلب أبذلها
لأمسح العار عن جنبيك يا قدس
قد آن لليل أن تطوى غلائله
وفوق خضر الروابي تشرق الشمس
يا قدس معذرة وليس مثلى يعتذر
ما لى يد فيما جرىفالأمر ما أمروا
وأنا ضعيف ليس لى اثر
عار على السمع والبصر
وانا بسيف الحرف انتحر
وانا اللهيب وقادتى المطر
فمتى سأستعر
لو ان ارباب الحمى حجر
لحملت فأسا فوقها القدر
هوجاء لا تبقى ولا تذر
لكنما اصنامنا بشر
والمكر يشكو الضعف ان مكروا
فالحرب أغنية يجن بلحنها الوتر
والسلم مختصر
ساق على ساق
واقداح يعرش فوقها الخدر
وموائد من حولها بقر
ويكون مؤتمر
هزى اليك بجذع مؤتمر
يساقط حولك الهذر
عاش اللهيب ويسقط المطر
يا قدس
يا قدس ...
احملينا يا خيول الامنيات
اسبقينا يا مواكب الرجاء
يا قدس فباقصانا تواعدنا غدا
وحفظنا العهد فجرا مزهرا
يا قدس
قد طال الغياب اهديك يا بلدى هدية
وهديتى يا موطنى يوم الوغى روحى الابية
لعدو امتنا المنية
والنصركل النصر يا وطنى لامتنا العلية
يا قدس
لقد انقضى زمن القعود
وجاء يا بلدى الصمود
لن تسمعى نقر الدفوف
بل اسمعى صوت الرعود
تشتاق عطش الغاصبين
تهز اركان اليهود
يا قدس
أخي في القدس لا ترحـل *** تَشَبَّثْ، أمسِـك الأرضَـا
وكُنْ لـو قيَّـدوكَ مُـدًى *** تجـزُّ القيـدَ لا ترضَـى
ونسرًا في سمـاء الحـق *** فـوق القهـر مُنقـضَّـا
بـأسـنـانٍ مُـدَّبـبـةٍ *** تعـضُّ قلوبهـم عضَّـا
وكُنْ فـي ظلمـة الأيـامِ *** ومضًـا عانـقَ الومضـا
وخُضْ بحـرًا إذا زجُّـوك *** َفيـه واصـل الخـوضَـا
وكُنْ سيلاً مـن النيـرانِ *** كمْ جـاء الـرَّدى فيضـا
وبركـانًـا يُشتِّـتُـهُـمْ *** وينشُرُ فيهـم الفوضـى
ترابُ الأرض صـاحَ الآنَ *** كيـف نبـدِّدُ العِـرضـا
أخي في القدس لا ترحـلْ *** تشَّبثْ، أمسِـك الأرضـا
أخـي يـا ثـورةً أقـوى *** مـن الطوفـان والـنـارِ
مـلأتَ قلوبهـم رُعـبـًا *** لأنَّـكَ فيـضُ إعـصـارِ
جَسـورًا دون أسلـحـةٍ *** وعنـدكَ بعـضُ أحجـارِ
وفي عينيـك شـيءٌ مـا *** يصيـحُ بكـلِّ إصــرارِ
أنا للأرضِ، أرضـي لـي *** سيبـقـى فوقـهـا داري
وطفلـي لسـتُ أبكـيـهِ *** سآخـذ منهمـو ثــاري
ولوْ مِنْ حقدهـم قتلـوك َ *** غَــدرًا دون إنـــذار
يناديـك الثـرَى أهــلاً *** وسهـلاً ابـنُ ثــوَّاري
تشـبَّـثْ بـالـثـرى إنَّ *** الشهيـدَ نزيـلُ أبــرارِ
فينطقُ كلُّ مَنْ في الأرضِ: *** حـرٌ وابــنُ أحــرارِ
أخـي يـا دمعـةً نزلـتْ *** علـى قلـبـي فهـزَّتـهُ
ومرَّتْ في هـدوءِ النـور *** بالأقـصَـى فأبـكـتـهُ
وللوطـن الكبيـر أتـتْ *** وبالأطـفـال أهـدتــهُ
وراحـتْ عنـد بيـتِ اللهِ *** عـاجــزةً وحـيَّـتـهُ
وعنـدَ رسولنـا وقفـتْ *** بحِـمْـلٍ ثــم ألقـتـهُ
وعـادتْ تُشْهِـدُ الدنيـا *** علـى خُــزنٍ تبنَّـتـهُ
أخي لا تبتئـسْ واصمـدْ *** فأنـتَ ببسمـةٍ أَحــرَى
جراحُكَ إذ غـدتْ كُبـرَى *** جراحي لمْ تكـن صُغـرَى
وعينُ حَبيبِـكَ المذبـوحِ *** إنِّـي أحمـلُ البُـشـرَى
سيمضِي القهـرُ خزيانًـا *** ولنْ يلقَـى لـه مَسْـرَى
سيفنَـى قـوم إسرائيـل *** أنــت بضعفـهـم أدرَى
أخي كَفكِفْ دموعَ اليـأْسِ *** عُـدْ للعُـشِّ مُنتـصـرا
ومهمـا طـال بطشُهـمُ *** فلـنْ ألقـاكَ مُنكـسـرا
إذا اغتيـل النهـارُ فَثِـقْ *** سيرجـع مـرَّةً أُخــرى
أخي في القدس لا ترحـلْ *** وصبرًا كيْ تـرَى صبـرا
لمن أبث شكاتي والشفاه غدت.
خرساء ليس لها في الحادثات فمُ؟
من ذا الذي هدّ مني ساعداً ويداً
هل ضاع دربيَ أم زلت بي القدمُ
لقد جرعنا كؤوس الذل مترعة.
والقدس في العار، والمحراب والحرم
والصخرة اليوم باتت غير شامخة.
لأن نجمة صهيون لها علم
صبرا يا قدسنا الأسير فإنا قادمون
يا قدس يا حبي الكبير
يا وجه أمي يا كتاباً من عبير
كل الطيور تعود في ذيل النهار
كل الوحوش تعود للأوكار
إلا أنا يا قدس أخطأني القطار
سلامٌ على القدس الشريف ومن به
على جامع الأضداد في إرث حبه
على البلد الطهر الذي تحت تربه
قلوبٌ غدت حبّاتها بعض تربه
أنا والقـــــدس
هل هناكَ ضميرٌ ســـــوفَ يُنصفُنا
أم الضمـائرُ لُفّـــتْ عبـــر أكفـــانِ؟
وهل بدنيا الورى ســــــيفٌ نُقدّرُهُ
أم السيوفُ غدتْ أشلاءَ نســـــيانِ؟
فمن سيسمعُ صوتي.. من يرى صُوري
وهل أنا بينَ طرشــــــانٍ وعميــانِ؟
ناديتُها بإسمها... جاءتْ مُلبيـــةً
والوردُ في راحتيها الفُ بســـــتانِ
وبــــسمةٌ من على فيهــا مُميّـــزةٌ
كزهــرةِ اللوزِ فـي وجْناتِ نيسانِ!
وعندمــا هــي نادتني ركضتُ لها
والوجدُ يغلي بأعماقـــي كبركـــانِ
فعانقني طويـــــــــــلاً وهي قائلةٌ
ذقْ يــا حبيبـــي كطفل دفْ أحضانــــي
أنتَ الوفيُّ ... فلا ترحلْ كمن رحلوا
ولا تُــسلِّمْ عصــــافيــري لغربـــانِ
أنتَ الوفيُّ ... فلا تبخل كمن بخلوا
جُدْ بالنفيــسِ وكن من خير أعواني
أنا هنا منذ بدءِ الخلقِ باقيــــــــــةٌ
ما أهتزّ رمشـــــي لإعصارٍ وطوفانِ
وما جبنتُ أمــامَ المعتدي أبــــــداً
وما تأثرتُ من أغلالِ ســـــــجّاني
وما تزحزح قلبي قيـد أُنــمــلَـــةٍ
عن حقهِ..... أو تداعى مثل بنيـانِ
أنا جذوري بهذي الأرضِ راســخةٌ
وفي الســـــماء ســتبقى كلُ أغصاني
لـــن أنحنــــي لمـلوكٍ أو جبابــرةٍ
معــــي إلهٌ رحيـمٌ ما لــهُ ثــــانِ!
للبيت ربٌّ وإنّ الله حافـظـــــــــهُ
ولن يعمرفيه ظلمُ إنســـــــان!!
أنا التي تحت أقدامي جحافلـُهـمْ
ماتتْ... ولم أكترثْ يوماً بعـدوانِ
ولستُ أطلبُ شهدَ النصرِ من أحـدٍ
فكلهم – غيرَ ربي- رهنُ خذلانِ!
كلُ السمومِ التي دُسـتْ بمائدتــي
تكشفتْ ... وتلاشتْ خطةُ الجاني
كل السهامِ التي طارتْ الى كبـدي
تكسرتْ فوق تصميمي وإيمانــي!
قد خاب من ظنَ يوماً أنني حَمَلٌ
وسوف تمضغني أنيابُ ذؤبـــــانِ
أنا القويةُ... والتاريخُ يعرُفنــي
وقوتي هبـةٌ مـن عـنـد رحمــنِ
وسوف يرعى إلهُ الكون عافيتي
كما رعى طيلةَ الازمانِ قرآني!!!!
القدسُ موعدنا
قمْ يا بلالْ
أَذّنْ، وأَذّن ْ بانفعالْ
فالحربُ ما عادتْ سجالْ
قمْ يا بلالْ
واصعدْ على هاماتِنا
فالقدسُ دنَّسها جنودُ الاحتلالْ
والقدسُ يا للقدسِ في قلبي
لها كلُّ ابتهالْ
جالَ العدوُّ بأرضها زهواً وصالْ
وبنو النضير تجمعوا خلفَ التلالْ
والناسُ جوعى
يهتفونَ لكلِّ أفّاكٍ وضالْ
والحاكمونَ شعوبَنا
لا يرعوونَ عن الضلالْ
سلبوا الأماني جهرةً
وتوحدوا ضدَ النضالْ
باعوا البلادَ رخيصةً
بيعَ السهامِ أو النبالْ
والظالمون بغوا علينا
بعدما عزَّ الرجالْ
أتُراهمُ وهنوا
أم يا تُرى شدوا الرحالْ
والراقصونَ على الجراحِ
تعدُّهمْ مثلَ الرمالْ
والساقطونَ على الطريقِ
شعارُهمْ: هذا محالْ
والناكسون رؤوسَهم
ينأى بهمْ ذلُّ الفِعالْ
قم يا بلالْ
أذَنْ وأذّن بانفعالْ
فلعلهم يستيقظونَ من الخبالْ
ولعلهمْ يسعونَ في درءِ الوبالْ
قمْ يا بلالْ
جُدُرُ المذلةِ سوف يطويها الزوالْ
اشتقتلك يا قدس