نجحت روسيا مؤخرا في وضع تلسكوب فضاء جديد في المدار. التلسكوب الذي اختير له اسم “راديو استرون” تم اطلاقه على متن صاروخ “زينيت ثري ام” من قاعدة بايكونور بكازاخستان و ذلك في الثامن عشر من الشهر الحالي.
التلسكوب الذي يزن ثلاثة اطنان و ثمانمئة كيلوغراما, مجهز بلاقطين يسمحان بالاتصال مع القاعدة الارضية و كذلك بارسال صور عالية الدقة لاجسام بعيدة في الفضاء. و وفق العلماء الروس فان الصور التي سيرسلها “راديو استرون” ستكون ذات جودة افضل من تلك التي يرسلها تلسكوب الفضاء هابل.
نيكولاي كارداشيف: رئيس مركز الابحاث الفضائية, روسيا
“ هابل يسمح برؤية أجسام صغيرة الحجم تسبح في الفضاء إلا ان زاوية التقاط الصور و المعلومات التي يوفرها عن هذه الاجسام متواضعة جدا. نحن سنكون قادرين على استقبال صور بجودة تفوق مئات المرات تلك التي يرسلها هابل.”
التلسكوب سيسافر حول المدار البيضاويالى اقصى نقطة ممكنة و ذلك على ارتفاع ثلاثمئة و اربعين الف كيلومتر فوق الارض. وسيعمل على دراسة مصادر الذبذبات الصادرة عن النجوم البعيدة بمختلف تصنيفاتها. و على الرغم من أن اللاقط الذي جهز به المسبار يبلغ طوله عشرة أمتار فقط إلا أنه قادر على ارسال اشارات شديدة الوضوح ستجعل منه اكبر مسبار لاتصالات الراديو في الفضاء.
الخبراء يؤكدون في المقابل ان العمر الافتراضي لهذا المسبار لن يقل عن الخمس سنوات.
سيرغاي ليخاتشيف: معهد الفيزياء الفضائية. روسيا
“ أعتقد أن الفيزياء الفلكية الحديثة تعيش الان ثورة حقيقية وانا على يقين بان نظرتنا للكون ستتغير في غضون السنوات العشر او الخمس عشرة المقبلة.”
هذا التلسكوب بدأ العمل على انجازه قبل عدة عقود عندما كان البرنامج الفضائي السوفييتي في أوج عطائه. و قد تم تخلي عنه اثر ذلك قبل ان يستانف العمل به ابان انهيار الاتحاد السوفييتي اوائل التسعينيات من القرن الماضي